مكونات حليب الأم

‏03 اغسطس 2025 مدونة هادف الشهرية
مكونات حليب الأم
مشاركة

 

يُرشدنا الله عز وجل أن الرضيع يحتاج إلى حليب أمه في أول عامين من عمره حتى يتم بناء جسمه بشكل سليم 

كما صرحت منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف أيضاً أن الرضيع يحتاج لحليب الأم عامين كاملين على الأقل وذلك ليكتمل نموه الأساسي ، خاصة الجهاز العصبي الذي هو أخر أجهزة الجسم في اكتمال النمو . 

 

يُوصى بالرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة 6 أشهر ، أي حليب الأم فقط ، ولا يحتاج الرضيع حتى إلى الماء ثم نبدأ تدريجياًبإدخال الأغذية التكميلية ، بقوام طري ومهروس مع استمرار الرضاعة الطبيعية حينها يُمكن أن نعطي الطفل الماء بالتدريج أيضاً 

من الضروري جدًا حصول الطفل الرضيع على حليب اللبأ كأول غذاء له؛ لانه يغلف المعدة والأمعاء بالأجسام المضادة، ويزود الطفل بما يحتاجه من الطاقة والغذاء، كما أن كميته القليلة تتناسب مع حجم معدة الطفل الصغير.


إن مكونات حليب الأم تتغير حسب عمر الطفل، وحسب احتياجه، وإذا كان الطفل مريضًا؛ يزداد تكوين الأجسام المضادة المناسبة في حليب الأم، لتقضي على الفيروسات، والبكتيريا والطفيليات، وتلتهم الأجسام الغريبة التى قد تسبب الحساسية.


 كما أن حليب الأم يحتوي على خلايا جذعية هامة لنمو الرضيع، ومركبات هامة لنمو العين والبصر والجهاز العصبي، بالإضافة إلى اكتشاف مركب يقضي على الخلايا السرطانية.


ولذلك يعتبر حليب الأم خلال الأشهر الأولى غذاء كامل بكل ما تعنيه الكلمة؛ لاحتوائه على كميات كافية من الماء، والبروتين، والدهون، واللاكتوز، وعوامل النمو لجميع أجهزة الجسم،

وكذلك يحتوي على أحماض أمينية، وأحماض دهنية، وإنزيمات هاضمة، حيث أن معدة الطفل الصغير لا تفرز هذه الإنزيمات قبل عمر ست أشهر بالإضافة إلى الهرمونات ومنها الكورتيزول في النهار، والميلاتونين في الليل.


يحتوي حليب الأم أيضًا على كمية كافية من جميع الفيتامينات والمعادن حتى عمر 6 أشهر،
بعدها الأغذية التكميلية المتنوعة تكمل احتياج الطفل المتزايد للفيتامينات؛ ومع ذلك يوصى بتزويد جميع الرضع ب 400 وحدة دولية من فيتامين دال، سواء كانت التغذية صناعية أم رضاعة طبيعية وذلك حسب توصيات المنـــظمات العالمية وزارة الصحة السعودية.

 

في ضوء ما سبق، تتجلى عظمة خلق الله في حليب الأم الذي صُمم ليكون الغذاء الأمثل لرضيعها، بما يحتويه من مكونات فريدة تُلبي احتياجاته الجسدية والعقلية والنفسية. فالرضاعة الطبيعية ليست مجرد طعام، بل هي وسيلة ربانية تمنح الطفل الحماية، والنمو السليم، والرابط العاطفي العميق مع أمه. لذا فإن دعم الأمهات في رحلتهن مع الرضاعة الطبيعية مسؤولية مجتمعية عظيمة، تبدأ بالوعي وتنتهي بجيل أكثر صحة وأمانًا بإذن الله. 🤱🌿