Between passion and motherhood: Is there a possible balance?

‏21 يوليو 2025 Hadef Monthly Newsletter
sharing

 

 

في صباح مزدحم، تهمّ "نورة" بالخروج إلى عملها. حقيبة يد في يد، وحقيبة الحضانة في اليد الأخرى، وطفلتها الصغيرة تتشبث بطرف عباءتها باكية، لا تريد أن تتركها. تمضي نورة قلبها مثقل، وتشعر وكأنها تعيش صراعًا يوميًّا: بين رغبتها في تحقيق ذاتها المهنية، وحرصها العميق على أن تكون أمًّا حاضرة في تفاصيل تربية ابنتها هذه الصورة ليست خيالية. إنها واقع متكرر تعيشه آلاف الأمهات العاملات في مجتمعاتنا.

وبين ساعات العمل، ومسؤوليات المنزل، والمواعيد الطبية، وأنشطة الأطفال، تنهك الأم وهي تحاول أن تكون "كل شيء للجميع"، وغالبًا ما ينتهي بها المطاف غارقة في شعور الذنب

تشير دراسات متعددة إلى أن الأمهات العاملات لا يعانين فقط من ضيق الوقت، بل من ضغط عاطفي لا يُرى

الخوف من فوات لحظات النمو المهمة، القلق من الاعتماد على جليسة أو حضانة قد لا تقدم الرعاية المثلى، والشعور بالذنب عند الغياب عن مناسبة مدرسية أو حين يأتي الطفل متعبًا ولا تجد في نفسها الطاقة الكافية لاحتضانه.

كل هذه الضغوط تتضاعف حين لا تجد الأم دعمًا من بيئتها أو محيطها الوظيفي، أو حين تشعر بأنها مضطرة للتبرير المستمر: "أنا آسفة، ما قدرت أجي للفعالية"، "كنت مشغولة بالدوام"، "رجعت متأخرة وكان لازم أطبخ"... عبارات تعكس الواقع، لكنها تستهلك مشاعرها وتؤكد لها أن هناك "ثمنًا" لكل قرار تتخذه. هل الحل في ترك العمل؟ ربما يبدو الجواب سهلًا للبعض: "اجلسي مع أولادك، شغلك مو أهم!"، لكن الحياة الواقعية لا تسير بهذه البساطة.

العمل بالنسبة لكثير من الأمهات ليس مجرد دخل مادي، بل مساحة لبناء الذات، وتحقيق الاستقرار، والشعور بالإنجاز. والأهم، أنه قد يكون وسيلة لضمان مستقبل أفضل للأطفال أنفسهم.

 

خطوات عملية لتخفيف الصراع في معهد هادف :

 نؤمن أن الحل لا يكون في لوم الأم أو تحميلها وحدها عبء التوفيق بين الدورين، بل في تمكينها من خلال:

  1. توفير كوادر رعاية مؤهلة:

حين تطمئن الأم على من يعتني بطفلها، تتفرغ لعطائها المهني بطمأنينة.

  1. تثقيف الأمهات حول أساليب رعاية الأطفال:

هذا يمنحها أدوات لتجعل وقتها المحدود مع طفلها أكثر جودة وعمقًا من خلال ورش العمل والبرامج التي تشارك فيها الأمهات تجاربهن، تشعر كل أم أنها ليست وحدها في هذا الطريق.

 

وأخيرًا... الأم العاملة ليست في صراع بين "أم جيدة" و"امرأة ناجحة". بل هي تحاول بصدق أن تكون كليهما، وتحتاج منا جميعًا أن نراها، أن نسمعها، وأن نقف بجانبها لا في وجهها.

لنُسهم في صناعة بيئة ترى في الأم العاملة قوة لا عبئًا، وتمنحها دعمًا لا أحكامًا.